المسجد الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمه هو (مسجد ضرار).. وتعود قصة بناء هذا المسجد إلى رجل يدعى (أبو عامر الراهب)، كان قد تنصر في الجاهلية، وكان المشركون يعظمونه، وعندما جاء الإسلام، أخذت طائفة من المنافقين يبنون له مسجدا سمي وقتها بمسجد (ضرار).
وروي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء وكان يأتيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويصلي فيه، حسدتهم بنو غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدا ونرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ليثبت لهم الفضل والزيادة على إخوانهم، حسبما ذكر في موقع الإسلام سؤال وجواب.
يشار إلى أن أبي عامر هو الذي سماه النبي محمد بـ(الفاسق)، وقال الرسول: لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم، فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين، فلما انهزمت هوازن خرج هاربا إلى الشام، وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قـوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر وآت بجنود ومخرج محمدا وأصحابه من المدينة، فبنوا مسجد الضرار إلى جانب مسجد قباء.
وقالوا للنبي: بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية، ونحن نحب أن تصلي لنا فيه وتدعو لنا بالبركة، فقال الرسول: إني على جناح سفر وحال شغل، وإذا قـدمنا إن شاء الله صلينا فيه، فلما قفل من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد، فنزل قوله تعالي: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا} إلى قوله: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}.
لقد حاول المنافقون أن يضفوا الشرعية والبركة إلى هذا المسجد بصلاة النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولكن الله – عز وجل – أطلع النبي على نوايا هؤلاء المنافقين الحقيقية من بناء هذا المسجد، لذلك أمر النبي – صلوات الله عليه – بهدم المسجد حتى لايكون سببا في الاضرار بالمسلمين والتأثير عليهم بالشائعات وتفريق كلماتهم