اختلف العلماء في هذه المسألة .. فهناك من قال يتمون الصلاة ، وهناك من قال يقصرون مع الناس لأن الرسول ﷺ أقرهم في حجة الوداع، ولم يأمرهم بالإتمام، وهذا تشريع منه عليه الصلاة والسلام؛ لأن تقريره حجة، وهكذا أمره ونهيه قوله وفعله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الأظهر والأقرب والله أعلم، أنهم يقصرون مع الناس ويجمعون مع الناس في عرفات ومزدلفة؛ لأن الرسول ﷺ أقرهم على ذلك، ولم يأمرهم بالإتمام ولم ينههم عن الجمع، قال بعض أهل العلم: إن هذا من أجل النسك، وقال بعضهم: إنه من أجل السفر؛ لأن ما بين مكة وعرفات سفر عند بعض أهل العلم.
وعلى كل تقدير سواء سميناه سفراً أو قلنا من أجل النسك، السنة لهم أن يقصروا مع الناس وأن يجمعوا مع الناس هذا هو الأفضل لهم، أخذاً بظاهر الرخصة؛ لأن هذا لو كان ممنوعاً لبينه النبي ﷺ وقال لهم: أتموا يا أهل مكة لا تجمعوا.
*ابن باز