حدث في العاشر من رمضان من سنة 8 للهجرة ، فتحت مكة
كان رسول الله يعلم أن العرب لن تـُسـلم إلا أن يدخل الإسلام مكة، وتنقاد قريش للرسالة، ولكن كان يمنعه من دخول مكة فاتحاً العهود التي أعطاها قريشاً في صلح الحديبية، وهو سيد من أوفى. ولكن إذا أراد الله شيء هيأ له أسبابه، إذ نقضت قريش عهدها مع رسول الله في إيذاء بني خزاعة حليفة النبي، فجهز جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل، وانطلق إلى مكة فدخلها دون قتال وهويردد: لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده... ثم قال كلمته المشهورة: يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال(عليه الصلاة والسلام): إذهبوا فأنتم الطلقاء. وبعد فتح مكة بفترة وجيزة اسلمت الجزيرة العربية بأجمعها.
_______________________________________
وفاة أم المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها
وفيه: من السنة 10 للبعثة وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتلقب بخديجة الكبرى. فبعد أن خرج رسول الله ومعه بنو هاشم من حصار الشِّعب بقليل ، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة مُـني بوفاة زوجته خديجة بنت خويلد، وقد حزن عليها حزناً شديداً لما كانت عليه من الرقة والوفاء له، إذ بذلت ثروتها وما تملك في سبيل نجاح دعوة رسول الله ودُفنت في مقابر قريش في مكة المكرمة. وكان رسول الله كثيراً ما يذكرها ويترحّم عليه. وقد جاءت خديجة بأولاد ماتوا صغاراً، ولم يعش بعده من أولاد إلا فاطمة الزهراء وقد عاشت بعده قليلاً. أما أولاده الذكور فمنهم القاسم وبه يكنى، وعبدالله الملقب بالطيب والطاهر. أما إبراهيم فهو الوحيد الذي رزق به من غير خديجة. وقد سمى النبي العام الذي تـُوفيت فيه خديجة وعمه أبو طالب بعام الحزن.