تم حبس الملك لويس التاسع، الذي يُعرف أيضًا بلقب "لويس القديس"، في مدينة المنصورة بمصر خلال الحملة الصليبية السابعة التي انطلقت في عام 1249. كان الهدف من هذه الحملة هو استعادة السيطرة على الأراضي المقدسة، إلا أن الأمور لم تسر كما هو مخطط.
بعد أن قاد لويس التاسع جيشه إلى مصر، واجه تحديات كبيرة أثناء محاولته الاستيلاء على مدينة المنصورة. في عام 1250، وقعت معركة المنصورة، التي كانت نقطة تحول حاسمة في هذه الحملة. على الرغم من التفوق العددي للجيش الفرنسي، إلا أن القوات المصرية أظهرت شجاعة استثنائية وأعدت خططًا محكمة أدت إلى هزيمة لويس التاسع.
بعد الانتهاء من المعركة، أُسر لويس التاسع واحتُجز في دار ابن لقمان في المدينة. كان وقعه كأحد كبار الملوك الأسرى مُهينًا، إذ أن كرامته كملك تعرضت للاختبار. خلال فترة أسره، كانت الملكة مارغريت من بروفانس، زوجة لويس، تعمل بجد للتفاوض مع قادة الجيش المصري في محاولة لإطلاق سراحه.
قامت الملكة بمفاوضات صعبة، حيث تم الاتفاق على دفع فدية ضخمة للإفراج عن زوجها. بعد فترة من التوتر والمفاوضات، نجحت في الحصول على الإفراج عنه بعد دفع الفدية.
عند عودته إلى فرنسا، كانت تجارب أسره في مصر قد تركت أثرًا عميقًا على لويس التاسع. عملت هذه المحنة على تعزيز إيمانه وقناعاته الدينية، مما دفعه إلى تبني مبادئ أكثر تعمقًا في حكمه. كما أصبحت قصة أسره موضوعًا مهمًا في التاريخ الفرنسي، حيث استخدمت لتسليط الضوء على القيم الفروسية والشجاعة في مواجهة المحن.
يمكن اعتبار تجربة الملوك الأسرى درسًا في الفخر والإرادة الإنسانية، حيث أظهر لويس التاسع كيف يمكن للتحمل والإيمان أن يلعبا دورًا في مواجهة الصعوبات.